نمط حياة

أعطال حساسات قياس الغلوكوز: مخاطر واحتياطات للمرضى

أعطال في حساسات قياس الغلوكوز تُعرض المرضى للخطر

في عالم الطب الحديث، تعتبر حساسات قياس الغلوكوز أدوات حيوية لمرضى السكري. ولكن، ماذا يحدث عندما تتعرض هذه الأجهزة للأعطال؟

أعطال في سلامة حساسات قياس الغلوكوز قد تُعرض المرضى للخطر

في تطوّر صحي خطير أثار قلق الأطباء والمرضى حول العالم، أصدرت شركة Abbott تصحيحاً طبياً يتعلق ببعض حساسات مراقبة الغلوكوز من نوع FreeStyle Libre 3 وLibre 3 Plus بعد اكتشاف خلل قد يؤدي إلى قراءات منخفضة خاطئة لمستوى سكر الغلوكوز (glucose) في الدم. وجِد هذا الخلل في ملايين الحساسات وأدى إلى مئات البلاغات عن حوادث خطيرة، وسبع وفيات وُثقت خارج الولايات المتحدة.

تأتي هذه القضية لتعيد النقاش حول حساسات قياس الغلوكوز وأهمية التأكد من دقتها لدى مرضى السكري، خاصة السكري من النوع الأول الذين يعتمدون عليها في اتخاذ قرارات يومية تتعلق بالإنسولين (insulin) والتغذية.

طبيعة الخلل في حساسات قياس الغلوكوز

من المهم الإشارة إلى أن حساسات قياس الغلوكوز المستمرة (Continuous Glucose Monitoring – CGM) تعد من أكثر الأدوات ابتكاراً لمتابعة السكري، لكنها تعتمد بشكل كبير على دقة الحساس (sensor). المشكلة التي اكتشَفتها الشركة تتعلق بخط إنتاج محدد أدّى إلى أن بعض الحساسات تُظهِر انخفاضاً غير حقيقي في الغلوكوز، وهو ما قد يدفع المرضى لتغيير جرعات الإنسولين بطريقة خاطئة.

  • الخلل يؤدي إلى قراءة منخفضة غير صحيحة (False Low Reading).
  • يَظهَر ذلك عند فئة معينة من الحساسات المنتَجة في خط واحد.
  • المشكلة لا تشمل القارئات (readers) أو التطبيقات الهاتفية.
  • حساسات Libre 2 وLibre 14 day غير متأثرة.

هذه المعلومات تجعل النقاش حول حساسات قياس الغلوكوز أكثر ضرورة من أي وقت مضى، خصوصاً لمَن يعتمدون على هذه القراءات في علاجهم اليومي.

حجم المشكلة وتأثيرها على المرضى

تجدر الإشارة إلى أن أي جهاز طبي قد يواجه مشاكل تصنيع، لكن خطورة الأمر هنا تكمن في أن مرضى السكري يعتمدون على هذه القراءات للحفاظ على استقرار السكر ومنع انخفاضه أو ارتفاعه الحاد.

نقاط تفصيلية:

  • نحو 3 ملايين حساس في الولايات المتحدة تأثروا بالخلل.
  • ما يقارب نصف هذه الحساسات كانت قد استخدِمت أو انتهت صلاحيتها.
  • تم تسجيل أكثر من 700 حادثة خطيرة عالمياً، منها 57 حادثة داخل الولايات المتحدة.
  • تم تسجيل 7 حالات وفاة خارج الولايات المتحدة مرتبطة بهذا الخلل.

هذه الأرقام تجدد التأكيد على أهمية حساسات قياس الغلوكوز في حياة المرضى.

ما مخاطر القراءات المنخفضة الخاطئة؟

تحدّث الخبراء عن أن الخطورة لا تكمن في الجهاز بحد ذاته، بل في القرارات العلاجية المبنية عليه. عندما يظنّ المريض أن الغلوكوز منخفض—وهو في الحقيقة طبيعي أو مرتفع—قد يتخذ إجراءات تضرّه، مثل:

  • تناول الكثير من السكريات بشكل غير ضروري.
  • خفض جرعات الإنسولين دون حاجة لذلك.
  • تجاهل الأعراض الحقيقية لارتفاع أو انخفاض السكر.
  • اضطراب كبير في تنظيم السكر على مستوى اليوم.

لذلك، يعود السؤال بقوة حول حساسات قياس الغلوكوز ومدى اعتماديتها لمنع مثل هذه المضاعفات.

ماذا يجب أن يفعل المرضى الآن؟

تنصح الشركة والجهات الصحية بخطوات واضحة لحماية المرضى من أي قراءة خاطئة. الهدف من هذه الخطوات هو ضمان عدم اعتماد المريض على قراءة مضللة قد تضر بصحته، وبالتالي المحافظة على حساسات قياس الغلوكوز في الاستخدام اليومي. التوصيات العملية تشمل:

  • التوقف فوراً عن استخدام أي حساس مشمول بالتصحيح.
  • استخدام جهاز قياس الغلوكوز بالوخز (Blood Glucose Meter) للتحقق من أي قراءة مشكوك فيها، خاصة عند وجود قراءة منخفضة للسكر في الدم دون وجود أية أعراض لهبوط السكر مثل الشعور بالجوع والرجفة والتعرق وضبابية الدماغ…
  • فحص الرقم التسلسلي للحساس لمعرفة ما إذا كان متأثراً بهذا الخلل الذي ذكرته الشركة المصنعة.
  • طلب استبدال مجاني من الشركة عند الحاجة.
  • متابعة الأعراض الجسدية وعدم الاعتماد الكلي على الحسّاس.
  • مراجعة الطبيب عند ملاحظة اختلاف كبير بين القراءة والأعراض.

هذه الخطوات تشدد مرة أخرى على ضرورة تعزيز حساسات قياس الغلوكوز لدى المستخدمين.

كيف تعاملت الشركة والجهات الرقابية؟

أوضح الخبراء أن الشركة أصلحت مشكلة خط الإنتاج، وأكدت أن الحساسات الجديدة لا تتأثر بالمشكلة نفسها. كما دعت الجهات الرقابية مستخدِمي حساسات قياس الغلوكوز إلى الإبلاغ عن أي مشاكل محتملة لضمان تعزيز حساسات قياس الغلوكوز مستقبلاً.

تكشِف هذه الحادثة عن أهمية مراجعة جودة الحساسات الطبية التي تُستخدم يومياً، خصوصاً تلك التي يعتمد عليها مرضى السكري في قرارات علاجية فورية. ورغم أن التكنولوجيا قد تجعل الحياة أسهل، فإن أي خلل صغير قد تكون له نتائج كبيرة. إن الوعي بالمشكلة والمتابعة الدقيقة للقراءات ومراجعة الأعراض الفعلية هي خطوات ضرورية لضمان حساسات قياس الغلوكوز والحفاظ على صحة المرضى.

وتذكّر دائماً أن أهم خطوة في تدبير مرض السكري هي التأكد من صحة المعلومات التي تبني عليها علاجك، لأن سلامة حساسات قياس الغلوكوز ليست رفاهية، بل جزء أساسي في سلامة حياتك اليومية.

المصدر :- صحتك | الصفحة الرئيسية

تذكر دائماً أهمية مراجعة حساسات قياس الغلوكوز الخاصة بك، واتباع التوصيات الطبية لضمان صحتك وسلامتك.

السابق
كيف تؤثر الخوارزميات الشخصية على تعلمنا وثقتنا بالإجابات
التالي
6 أطعمة معلبة صحية لوجبات أسرع وأكثر توازنًا