في ظل تزايد الاهتمام بالصحة العامة، تبرز مكملات فيتامين د 3 كخيار فعال لتعزيز الصحة العامة ودعم المناعة. في هذا المقال، نستعرض الفروق بين فيتامين د 2 ود 3 وأسباب تفضيل د 3.
مكملات فيتامين د 3 قد تكون أكثر فعالية مقارنة بأنواع أخرى.
يعد نقص الفيتامين د مشكلة صحية شائعة على مستوى العالم، وترتبط بضعف العظام، وضعف المناعة، وزيادة احتمال الإصابة بعدة أمراض. لمنع ذلك، يلجأ الكثيرون إلى تناول مكملات الفيتامين د، ولكن ليس كل الأنواع تعمل بنفس الطريقة. تشير دراسة حديثة إلى وجود اختلافات بين الفيتامين د 2 والفيتامين د 3 وكيفية تأثيرهما على الجسم.
دور الفيتامين د في الصحة
يلعب الفيتامين د دورًا حيويًا في الحفاظ على قوة العظام والحفاظ على مستويات الكالسيوم الصحية. وقد ارتبط انخفاض مستويات الفيتامين د بأمراض القلب، والسكري، والاكتئاب، وحتى بعض أنواع السرطان. على الرغم من أهميته، فإن حوالي واحد من كل أربعة أشخاص في الولايات المتحدة يعاني من نقص متوسط إلى شديد في هذا الفيتامين.
يمكن للجسم إنتاج الفيتامين د 3 طبيعيًا عند تعرّض الجلد لأشعة الشمس، ومع ذلك، فإن عوامل مثل لون البشرة الداكن، واستخدام واقي الشمس، وقلة التعرض لأشعة الشمس خلال الشتاء يمكن أن تقلل من إنتاجه. وهنا تأتي أهمية مكملات الفيتامين د لتعويض هذا النقص.
الفيتامين د 2 و د 3: ما الفرق؟
هناك نوعان رئيسيان من مكملات الفيتامين د، وهما الفيتامين د 2 (إرغوكالسيفيرول) والفيتامين د 3 (كوليكالسيفيرول). رغم أن كليهما يمكن أن يزيد مستويات الفيتامين د، إلا أنهما يختلفان في مصادرهما. الفيتامين د 3 يوجد عادة في المنتجات الحيوانية مثل الأسماك، وصفار البيض، ومنتجات الألبان، بينما يوجد الفيتامين د 2 أساسًا في النباتات والفطر والخميرة.
عند دخول كل نوع إلى الجسم، يتحول إلى شكله النشيط عبر الكبد والكلى. يساعد هذا الشكل النشيط في تنظيم الكالسيوم، ودعم المناعة، والمساهمة في صحة الخلايا. ومع ذلك، ظلت فعالية الفيتامين د 2 ود 3 محل جدل، وتشير المعطيات الحديثة إلى وجود فروق مهمة بينهما.
ما وجدته الدراسة حول مكملات الفيتامين د
أجري تحليل حديث في جامعة سُري البريطانية، ونُشر في مجلة (Nutrition Reviews)، حيث تم فحص بيانات من 11 تجربة سريرية سابقة قارنت بين تناول مكملات الفيتامين د 2 مقابل الدواء الوهمي أو عدم التناول على الإطلاق. كان المشاركون في الغالب من البالغين الأصحاء، مع مجموعة واحدة تضم أفرادًا يتعافون من إصابة عضلية مرتبطة بالتمارين الرياضية.
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا الفيتامين د 2 انخفضت لديهم مستويات الفيتامين د 3 في الدم مقارنةً بمَن لم يتناولوا هذه المكملات. وهذا يعني أنه بدلًا من تحسين التوازن، بدا أن الفيتامين د 2 يقلل من مستويات الفيتامين د 3 الطبيعية في الجسم، وتشير هذه النتائج أيضًا إلى أن الفيتامين د 3 قد يكون أكثر فائدة عند الاختيار بين مكملات الفيتامين د.
لماذا قد يكون الفيتامين د 3 أفضل؟
أظهرت عدة دراسات مدرجة في التحليل أن تناول مكملات الفيتامين د 3 يزيد مستويات الفيتامين د بشكل أكثر فعالية من تناول مكملات الفيتامين د 2، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من النقص. كما وُجد أن الفيتامين د 3 يلعب دورًا أقوى في دعم المناعة، لأنه يساعد على تحفيز صنع بروتين الإنترفيرون الذي يحمي الجسم من البكتيريا والفيروسات.
ارتبط تناول الفيتامين د 3 أيضًا بانخفاض معدل الوفاة المرتبط بالسرطان وتحسن الحالة المزاجية. أما الفيتامين د 2، فقد تم ربطه بزيادة خطر الأعراض الاكتئابية في بعض الدراسات. ورغم أن كلا النوعين يمكن أن يعالجا النقص، إلا أن الفيتامين د 3 يبدو أنه يقدم فوائد أوسع للصحة الجسدية والنفسية.
اقرأ أيضًا...
مكملات الفيتامين د: أيهما تختار؟
تشير النتائج إلى أن تناول مكملات الفيتامين د لا تتشابه في تأثيراتها، وبينما يمكن لكلا النوعين معالجة النقص، يظهر أن الفيتامين د 3 أفضل في الحفاظ على مستويات صحية ودعم الجهاز المناعي والصحة النفسية. خلص الباحثون في التحليل إلى أن مكملات الفيتامين د 3 قد تكون أكثر فعالية لمعظم الأشخاص، مع مراعاة احتياجات كل فرد.
ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن النتائج ينبغي تفسيرها بحذر، نظرًا لاختلافات الدراسات في التصميم، والجرعة، والفترة الزمنية، وهذا يعني أنه رغم ميل الأدلة لصالح مكملات الفيتامين د 3، إلا أن المزيد من الأبحاث ضرورية لتأكيد الفوائد طويلة الأمد لكل نوع.
أسباب نقص الفيتامين د
يحدث نقص الفيتامين د غالبًا بسبب قلة التعرّض لأشعة الشمس، أو بسبب نقصه في الغذاء، أو لوجود بعض الحالات الصحية التي تؤثر على امتصاص العناصر الغذائية في الجهاز الهضمي. يشمل هذا النقص الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، والذين يعيشون في مناطق شمال الأرض، أو يعانون من أمراض مزمنة في الكبد أو الكلى، وقد يكون لدى كبار السن والأشخاص الذين يعانون من السمنة مستويات منخفضة أيضًا من هذا الفيتامين.
تعتبر مكملات الفيتامين د بالنسبة للكثيرين وسيلة سهلة للحفاظ على مستويات كافية، ومع ذلك، ينبغي الحذر فالمستويات العالية جدًا قد تكون ضارة، ومن الأفضل دائمًا إجراء فحص مستويات الفيتامين د في الدم واستشارة الطبيب قبل البدء في تناول المكملات.
نصيحة من موقع صحتك
إذا كنت تفكر في تناول مكملات الفيتامين د، ابدأ أولًا بمعرفة فيما إذا كنت تعاني من هذا النقص، لذا قم بإجراء اختبار مستويات الفيتامين د في الدم، واستشر طبيبك، واختر المكملات بحذر. تشير الأدلة الحالية إلى أن تناول الفيتامين د 3 هو الأكثر فائدة، ولكن وضع كل شخص مختلف لذا استشر الطبيب. الحفاظ على توازن صحي من خلال التعرض للشمس، والتغذية، والإرشاد الطبي هو الطريقة الآمنة لدعم العظام والمناعة والصحة العامة.
المصدر: صحتك | الصفحة الرئيسية
في الختام، يعتبر فيتامين د 3 خيارًا مثاليًا لمن يسعى للحفاظ على صحة جيدة. تأكد من استشارة طبيبك قبل البدء في تناول المكملات لتحقيق أفضل النتائج.