التفكير في “ماذا لو؟” يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على صحتك النفسية. دعنا نستكشف كيف يمكن أن يؤثر هذا النوع من التفكير على حياتك.
لماذا يجب عليك التوقف عن “ماذا لو؟” التفكير
هل سبق لك أن راودتك أفكار مثل هذه:
- “ماذا لو تزوجت وربيت ثلاثة أطفال بدلاً من السفر حول العالم والتركيز على مسيرتي المهنية؟”
- “ماذا لو انتقلت إلى إيطاليا كما حلمت دائمًا بدلاً من البقاء في الولايات المتحدة بعد التخرج من الجامعة؟”
- “ماذا لو اخترت شراء مزرعة وتصنيع الجبن العضوي بدلاً من أن أصبح مصرفيًا استثماريًا؟”
مع تقدمنا في السن، يجب علينا الاختيار بين الخيارات المختلفة في الحياة مرارًا وتكرارًا. بمجرد أن نقرر خيارًا واحدًا، غالبًا ما تختفي الخيارات الأخرى إلى الأبد. إذا كان شخص ما في وقت لاحق من حياته غير راضٍ عن الاختيارات التي قام بها، فمن الشائع بالنسبة له أن يبدأ في التفكير “ماذا لو؟” أفكار. أحد الأسئلة المهمة هو: هل “ماذا لو؟” التفكير غير ضار، أم أنه يجعل الناس يشعرون بالتعاسة تجاه الاختيارات التي اتخذوها وحياتهم بشكل عام؟
دراسة نفسية جديدة حول “ماذا لو؟” التفكير من منتصف العمر فصاعدًا
دراسة جديدة نشرت في 7 أكتوبر 2025 في المجلة العلمية جيروساينس، ركزت على السؤال المهم حول ما إذا كان “ماذا لو؟” إن التفكير في الأجزاء اللاحقة من الحياة له عواقب سلبية على الصحة العاطفية (جالي وزملاء العمل، 2025). في الدراسة التي تحمل عنوان “اختلافات العمر في التفكير في ‘ماذا لو’ من منتصف العمر فصاعدًا: مساهمة الفص الجبهي وآثارها على الصحة العاطفية في أواخر العمر”، قام العلماء بتحليل بيانات من أكثر من 494 متطوعًا ألمانيًا تتراوح أعمارهم بين 48 و75 عامًا. شارك المتطوعون في ما يسمى بمهمة المخاطرة المتسلسلة. في هذه المهمة، واجه المتطوعون ثماني صور لصناديق على شاشة الكمبيوتر. احتوت سبعة من الصناديق على عملة ذهبية افتراضية، حيث حصل كل مشارك على نقطة واحدة إذا تم فتحها. ومع ذلك، كان هناك صندوق واحد يحتوي على صورة للشيطان. إذا تم فتح هذا الصندوق، فقد خسر المتطوع جميع النقاط من التجربة. في كل تجربة، كان على المتطوعين تحريك إطار أحمر على الصندوق الذي يريدون فتح جميع الصناديق عليه. كلما زاد عدد الصناديق التي فتحوها، زاد عدد النقاط التي يمكنهم كسبها، لكن خطر فقدان كل التقدم زاد أيضًا. تم استخدام هذه المهمة حيث تبين أنها يمكن أن تحفز تجريبيًا “ماذا لو؟” التفكير بعد التجارب الضائعة عند بعض الناس.
علاوة على ذلك، قام المتطوعون بملء استبيانات نفسية مختلفة لتقييم مدى رضاهم عن حياتهم الفردية، وتنظيم المشاعر، وأعراض الاكتئاب. أخيرًا وليس آخرًا، قام العلماء أيضًا بتحليل بيانات التصوير العصبي لتقييم كيفية ارتباط القشرة الجبهية البطنية الإنسية وظيفيًا بمناطق أخرى من الدماغ. وقد تم اختيار هذه المنطقة من الدماغ حيث أظهرت الدراسات السابقة أنها ضرورية للشيخوخة العاطفية وتلعب دورًا في التحول نحو المشاعر الإيجابية أثناء الشيخوخة.
ماذا اكتشف الباحثون؟
وكانت النتيجة الأولى للدراسة هي أنه كلما زاد عمر كبار السن، زاد رضاهم عن الحياة وقل اكتئابهم. علاوة على ذلك، أظهر كبار السن قدرًا أقل من “ماذا لو؟” تفكيرهم أكثر من البالغين الأصغر سنا في العينة. ومع ذلك، كانت هذه النتيجة صحيحة فقط بالنسبة لكبار السن الذين لم تظهر عليهم أي أعراض اكتئابية كبيرة. يشير هذا إلى أن كبار السن الذين يمكنهم الابتعاد عن “ماذا لو؟” وكان تفكيرهم عمومًا أقل اكتئابًا من أولئك الذين اجترار الفرص الضائعة كثيرًا. ولذلك اقترح العلماء أن الإفراط في “ماذا لو؟” التفكير قد يكون عامل خطر للإصابة بالاكتئاب في سن الشيخوخة. أظهر التحليل الإضافي أن القدرة على قمع “ماذا لو؟” يؤدي التفكير إلى تحسين الصحة العاطفية لدى كبار السن لأنه يسمح بتقييم أكثر إيجابية للحياة. علاوة على ذلك، أظهر تحليل بيانات التصوير العصبي أن الروابط بين قشرة الفص الجبهي البطني الإنسي ومنطقة أخرى في الدماغ، وهي القشرة الجبهية الظهرية الوحشية، كانت مهمة بشكل خاص لتقليل “ماذا لو؟” التفكير في الشيخوخة. تعتبر منطقة الدماغ هذه مهمة للتفكير واتخاذ القرار، ولكنها مهمة أيضًا لحل النزاعات. وبالتالي، فإن الجمع بين تنظيم المشاعر الإيجابية والقدرة على حل النزاعات أمر بالغ الأهمية لتجنب الندم بسبب “ماذا لو؟” التفكير.
اقرأ أيضًا...
الوجبات الجاهزة
مع تقدمنا في السن، تتراكم الفرص الضائعة. تظهر هذه الدراسة أن التفكير كثيرًا فيما يمكن أن يكون يمكن أن يزيد من خطر الاكتئاب. لذلك، من الأفضل للصحة العقلية تجنب الكثير من “ماذا لو؟” التفكير لمنع المرارة والندم. وبالتالي فإن بناء المرونة النفسية لدى كبار السن للتعامل مع الندم بسبب الفرص الضائعة يمكن أن يكون وسيلة مفيدة لمساعدتهم على تحقيق صحة نفسية أفضل والحفاظ عليها.
تجنب التفكير في “ماذا لو؟” يمكن أن يساعدك في تعزيز صحتك النفسية. ابحث عن طرق لبناء مرونتك النفسية والتعامل مع الفرص الضائعة.