دواء غير هرموني لعلاج الهبات الساخنة لدى النساء | الإلينزانيتانت

تُعتبر الهبات الساخنة من الأعراض المزعجة التي تواجه العديد من النساء خلال مرحلة انقطاع الطمث. في هذا المقال، نتناول دواء جديد غير هرموني يهدف إلى تخفيف هذه الأعراض.

دواء جديد غير هرموني لعلاج الهبات الساخنة لدى النساء في مرحلة انقطاع الطمث

الهبّات الساخنة من الأعراض الشائعة التي تُصيب المرأة عند انقطاع الطمث، وهي شعور مفاجئ بارتفاع حرارة الجسم، واحمرار الوجه، وتَعرُّق الجزء العلوي من الجسد، وتسارع النبض، وقد يُرافق ذلك شعور بتنميل الأصابع. العلاج التقليدي للهبّات الساخنة هو العلاج الهرموني، ومؤخرًا، أعلنَت شركة باير (Bayer)، المتخصصة في صناعة الأدوية والصناعات الكيميائية، عن موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على دواء جديد غير هرموني لعلاج الهبات الساخنة لدى النساء في مرحلة انقطاع الطمث.

دواء الإلينزانيتانت (لينكويت)

عقار الإلينزانيتانت (لينكويت) الجديد، Elinzanetant (Lynkuet)، هو نوع جديد من الأدوية غير الهرمونية لعلاج الهبّات الساخنة الشديدة المصاحبة لانقطاع الطمث، وهو أول دواء يستهدف مستقبلات النيوروكينين NK1 وNK3، ويعمل كمضاد لها لعلاج الأعراض الحركية الوعائية المتوسطة إلى الشديدة الناتجة عن انقطاع الطمث.

تُؤثِّر هذه المستقبلات على مركز الدماغ المسؤول عن تنظيم درجة حرارة الجسم، ما يؤدي إلى ظهور الأعراض الحركية الوعائية (VMS). وبالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر مستقبلات NK1 على استجابة التبريد عبر التعرُّق وتوسيع الأوعية الدموية المحيطية، كما أنها قد تؤثر أيضًا على مسارات النوم.

وعلى الرغم من فاعلية الأدوية الهرمونية في علاج الهبّات الساخنة المرتبطة بانقطاع الطمث، مثل العلاج بالهرمونات البديلة، فإنها قد لا تُناسب بعض النساء، مما يجعل العلاجات غير الهرمونية خيارًا مناسبًا. وبالإضافة إلى دواء الإلينزانيتانت، يتوفر علاجان آخران غير هرمونيين لعلاج الهبات الساخنة، وهما:

• دواء الفيزولينتانت (فيوزاه)، Fezolinetant (Veozah)، وهو مضاد مستقبلات NK3.
• دواء الباروكستين (بريسديل)، Paroxetine (Brisdelle)، وهو مضاد للاكتئاب.

أكّدت كلير جيل، رئيسية مؤسسة انقطاع الطمث الوطنية (National Menopause Foundation)، في البيان على أهمية إعلام النساء أن لديهنَّ خيارات متنوعة لعلاج الهبات الساخنة المتوسطة إلى الشديدة الناتجة عن انقطاع الطمث، وأن هذا الدواء الجديد يُضيف خيارًا علاجيًا يُساعد النساء في علاج هذه الأعراض.

تحسين النوم وجودة الحياة

أظهَرت التجربتان السريريتان OASIS 1 وOASIS 2 اللتان شملتا 796 امرأة في سن انقطاع الطمث أن دواء الإلينزانيتانت قلل بشكل ملحوظ من تكرار ظهور الأعراض الحركية الوعائية المتوسطة إلى الشديدة في الأسبوع الرابع، وحدوث الهبّات الساخنة في الأسبوع الثاني عشر. وبالإضافة إلى ذلك، قلَّت مشكلات النوم وتحسَّنت جودة الحياة المرتبطة بانقطاع الطمث في الأسبوع الثاني عشر. كما أظهَرت تجربة OASIS 3 التي شملت 627 امرأة سلامة دواء الإلينزانيتانت على المدى الطويل. وفي تجربة OASIS 4، أثبت الدواء فاعليته في علاج الأعراض الحركية الوعائية المرتبطة بالعلاج الهرموني لسرطان الثدي.

قالت الدكتورة جوان بينكرتون، الباحثة الرئيسية في دراسة OASIS 2 من جامعة فيرجينيا: “درست هذه التجارب سلامة دواء الإلينزانيتانت وفاعليته في علاج الهبّات الساخنة المتوسطة إلى الشديدة الناتجة عن انقطاع الطمث. الهبّات الساخنة، خاصةً الشديدة، قد تؤثر على حياة النساء اليومية، وهذا الدواء يوفر لفرق الرعاية الصحية خيارًا علاجيًا جديدًا يمكن استخدامه لعلاج الهبّات الساخنة المتوسطة إلى الشديدة الناتجة عن انقطاع الطمث”.

طريقة الاستخدام والآثار الجانبية

يُؤخد دواء الإلينزانيتانت عن طريق الفم مرة يوميًا قبل النوم، ويمكن تناوله مع الطعام أو بدونه. يتوفر الدواء على شكل كبسولات بتركيز 60 ملغ و120 ملغ، وتشمل تأثيراته الجانبية الشائعة: الصداع، والتعب، والدوار، والنعاس، وآلام البطن، والطَفَح الجلدي، والإسهال، وتشنُّجات العضلات.

تُحذِّر نشرة الدواء من احتمال تأثيره على الجهاز العصبي المركزي وأداء الأنشطة اليومية، بالإضافة إلى احتمال حدوث نوبات الصَرَع واحتمال الإجهاض خلال الحمل. وينبغي على المريضات إجراء فحص دم قبل البدء بالعلاج بسبب احتمال تسببه في زيادة إنزيمات الكبد.

ويُمنع استخدام هذا الدواء أثناء الحمل، وقد يتفاعل مع مثبطات ومُحفزات إنزيم CYP3A4، ومع فاكهة الجريب فروت. ولا يُنصح به للمريضات اللواتي يُعانينَ من مرض الكلى في المرحلة النهائية، ومن ضعف الكبد المتوسط إلى الشديد. ومن المُتوقع أن يُصبح الدواء متاحًا في الولايات المتحدة ابتداءً من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2025.

مع توفر خيارات علاجية جديدة مثل الإلينزانيتانت، يمكن للنساء الآن التعامل بشكل أفضل مع الأعراض المرتبطة بانقطاع الطمث. تأكدي من استشارة طبيبك حول الخيارات المتاحة لك.