نمط حياة

الوحدة في منتصف العمر: أزمة صحية عالمية

إنه وحيد في الوسط: الوحدة في منتصف العمر

تعتبر الوحدة في منتصف العمر واحدة من أكبر التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات الحديثة. في هذه المقالة، سنستكشف أبعاد هذه الأزمة وأسبابها.

الوحدة في منتصف العمر: مشكلة صحية عامة

يتم الاعتراف بالوحدة الآن على نطاق واسع باعتبارها مشكلة صحية عامة خطيرة في جميع أنحاء العالم. لقد وثقت الأبحاث بشكل قوي الآثار السلبية الشاملة للوحدة والعزلة الاجتماعية على الصحة البدنية والعقلية.

أسباب وباء الوحدة

يوجد نقاش حول الأسباب الجذرية لما يسمى وباء الوحدة. من بين الجناة المقترحين بعض المشتبه بهم المعتادين، بما في ذلك التقنيات الجديدة المنتشرة، فضلاً عن نمط حياتنا الحديثة والهدوء والتنافسية، مع ارتفاع الضغط على عبء العمل. قد تشارك أيضًا معدلات التنقل السكني، وهي سمة من سمات الحياة الأمريكية، لأنها غالبًا ما تؤدي إلى ضعف العلاقات المجتمعية ودعم أقل متاح، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين يهتمون بالآباء المسنين و/أو الأطفال الصغار.

العوامل المؤثرة في الشعور بالوحدة

كما تبين أن ضعف الصحة، وضع الأقلية، الصعوبات المالية وشبكة الأمان الاجتماعية المتهالكة تتنبأ بالوحدة. تؤثر عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية على الشعور بالوحدة من خلال تقويض قدرة الناس على تلبية الاحتياجات الأساسية، وزيادة مستويات التوتر، وتقويض الشبكات الاجتماعية. يبدو أن الرجال، وخاصة الصغار، يعانون من ارتفاع معدلات الشعور بالوحدة مقارنة بالنساء. قد يكون كبار السن ضعيفًا بشكل خاص، حيث يعيش الكثيرون بمفردهم مع حركية محدودة، واتصالات متضائلة، وموارد محدودة. كما أن الآثار اللاحقة لوباء Covid-19 في اللعب، حيث دفع الوباء الناس إلى الاعتماد على الاتصالات عن بُعد، والتي تكون أقل تغذية لحاجتنا إلى الانتماء.

الوحدة في الثقافات المختلفة

ظهرت تقارير عن زيادة الشعور بالوحدة من جميع أنحاء العالم، ومع ذلك فقد أظهرت الأعمال السابقة أن الوحدة أعلى في الثقافات الفردية مقارنة بالثقافات الجماعية. يطرح السؤال حول ما إذا كانت الثقافة الأمريكية فريدة من نوعها إلى حد ما، تختلف عن الدول المتقدمة الأخرى من حيث الوحدة.

دراسة جديدة حول الوحدة

نظرت دراسة جديدة كبيرة أجرتها فرانك إنفورنا من جامعة ولاية أريزونا وزملاؤها في استكشاف المزيد من الاختلافات بين الثقافات في الوحدة. ركز المؤلفون على الشعور بالوحدة بين البالغين في منتصف العمر لأنهم “يشكلون العمود الفقري للمجتمع، ويوضح الأدلة التجريبية أن صحة منتصف العمر في الولايات المتحدة تتخلف عن دول الأقران”.

نتائج الدراسة

حصل المؤلفون على بيانات الوحدة من الدراسات الاستقصائية الطولية للعينات التمثيلية على المستوى الوطني من الولايات المتحدة و13 دولة أوروبية (إجمالي = 59،030 مشاركًا). لقد درسوا التغييرات في الوحدة في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و65 عامًا بين عام 2002 (عندما تم جمع بيانات الوحدة لأول مرة) و2018. تم تقييم الوحدة من خلال متوسط درجات المشاركين على ثلاثة أسئلة، والاستفسار عن عدم وجود الرفقة، والشعور بالخروج، والشعور بالعزل عن الآخرين.

من بين النتائج المركزية: في المتوسط، أظهر البالغون في منتصف العمر في الولايات المتحدة مستويات مرتفعة من الشعور بالوحدة مقارنة بالدول الأوروبية التي تم فحصها. وبشكل أكثر تحديداً، “أبلغ متوسط البالغين في منتصف العمر في عام 1960 عن مستويات أعلى من الوحدة من متوسط مجموعة البيانات بأكملها.” كما يلاحظون أن مستويات الوحدة من Gen X وBaby Boomers كانت أعلى باستمرار من مستويات “الجيل الصامت” في وقت سابق.

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي

يقترح المؤلفون أن تغيير المعايير الثقافية تجاه الفردية والتحديث، وكذلك زيادة الاستقطاب السياسي، قد يكون قد ساهم في الاختلافات عبر الوطنية في الشعور بالوحدة. يلاحظون أن وسائل التواصل الاجتماعي، التي تم تقديمها خلال فترات التقييم، من المحتمل أن يكون لها تأثير من خلال تسهيل انخفاض في الروابط الاجتماعية وهياكل الدعم.

خاتمة

باختصار، تبين النتائج أن البالغين في منتصف العمر في الولايات المتحدة يبلغون عن أعلى مستويات الوحدة مقارنة بالنظراء الأوروبيين وأن الوحدة في منتصف العمر الأمريكية قد ارتفعت في أجيال أخرى. تعتبر الشعور بالوحدة لسنوات وباءً – وهو اندلاع ينتشر بسرعة بين السكان. يجادل المؤلفون بأنه يجب علينا أن ننظر إليه بدلاً من ذلك على أنه مستوطن – يحدث بشكل منتظم داخل المجتمع. الوحدة، وبعبارة أخرى، ميزة وليس خطأ من الحياة الأمريكية الحديثة.

المصدر: Psychology Today: The Latest

الوحدة ليست مجرد شعور فردي، بل هي قضية مجتمعية تتطلب اهتمامًا جماعيًا. من خلال فهم جذورها، يمكننا العمل نحو إيجاد حلول فعالة.

السابق
اكتشاف مصدر الطاقة الخفي للخلايا السرطانية
التالي
تعزيز الذاكرة العاملة في المحادثات الاجتماعية

اترك تعليقاً