في عالم متسارع ومعقد، يواجه الكثيرون مشاعر القلق والتوتر. لكن هل تساءلت يومًا عن كيفية تأثير دماغك على هذه المشاعر؟
كيف يسبب الدماغ الزواحف القلق وكيفية إعادة تدريبه
عندما كنت طالب دراسات عليا في العمل الاجتماعي، كان لدى أحد أساتذتي تمرين مثير للاهتمام. لمدة خمس دقائق، أمرنا بتمسك بقبضاتنا، وأغلق أعيننا بإحكام، والجلوس مع عضلاتنا متوترة. ثم جعلنا نلاحظ مشاعرنا الجسدية والعاطفية. بعد ذلك، جعلنا نجلس لمدة خمس دقائق أخرى مع فتح نخيلنا، وأغلقنا أعيننا بلطف واسترخينا. كان هناك اختلاف كبير في المشاعر الجسدية بعد كل تمرين. بعد التمرين الأول، شعرت بعدم الراحة؛ كان جسدي متوتراً، وقلبي ينبض بسرعة، وشعرت بالتعب والانزعاج. بعد التمرين الثاني، شعرت بالراحة والسلام.
استجابة القتال والقلق
على الرغم من أنه ليس علميًا، إلا أن هذا التمرين كان ممثلًا لاستجابة القتال في الجسم: في وضع مشدود، نشعر بعدم الراحة. عندما نواجه القلق، فإن الاستجابة التلقائية لجسمنا تتمثل في التحول إلى حالة مشدودة، مثل حيوان يحمي نفسه من هجوم. هذه الاستجابة، رغم أنها غريزية، يمكن تغييرها من خلال تطوير الوعي بمستوى الخطر أو التهديد. كما يوضح بيتر أ. ليفين في كتابه استيقاظ النمر، يعتمد بقاؤنا على تطوير قدرتنا على التفكير بدلاً من الاستجابة جسديًا.
التمييز بين الخطر الحقيقي والتهديدات النفسية
في كتابي التغلب على هجمات الذعر والذعر، أشرح أن أجسادنا تكافح أحيانًا للتمييز بين ما قد يحدث وما يحدث بالفعل. في هذه اللحظات، تطلق أجسامنا الكورتيزول، هرمون الإجهاد. تشمل الآثار النفسية لهذا الارتباك نوبات الهلع، والقلق المزمن، واضطراب الحياة اليومية.
التهديدات الحديثة
قد نفترض أن الحياة تحتوي على السلامة والمخاطر. التهديدات التي نواجهها اليوم ليست مثل تلك التي واجهها أسلافنا، فهي عادة لا تكون مخاطر فورية مثل هجمات المفترس، بل تهديدات نفسية مثل الإذلال والفشل. هذه التهديدات لا تهدأ بالضرورة استجابة حيوانية.
إعادة تدريب الدماغ
كما كتب مايكل أ. سينجر في الروح غير المقيدة، فإن الإجهاد يحدث عندما نقاوم أحداث الحياة. في هذا التمرين، مارسنا دفع الحياة والسماح لها. كيف يبدو هذا في الممارسة اليومية؟ عندما نلاحظ استجابة جسدنا، يجب علينا التحقيق فيما وراء الاستجابة.
اقرأ أيضًا...
أسئلة للتأمل
- ما الذي يحاول جسدي أن يخبرني؟
- ماذا يحدث في حياتي في هذه اللحظة؟
- ما هو التهديد المتصور الذي قد يستجيب له جسدي؟
- هل يمكنني تذكير نفسي بأن جسدي قد يستجيب بطريقة بدائية؟
المصدر: Psychology Today
من خلال فهم استجابات الجسم وإعادة تدريب دماغك، يمكنك التغلب على القلق وتحقيق حياة أكثر هدوءًا واستقرارًا.