نمط حياة

مراقبة العدوان: التعلم من السلوكيات العدوانية

مراقبة العدوان والتعلم منه

هل العدوان جزء من طبيعتنا الرئيسية، أم أنه سلوك مكتسب من خلال مشاهدتنا لمحتوى يبدو بريئًا؟

مقدمة

هل العدوان جزء من طبيعتنا الرئيسية، أم أنه سلوك مكتسب من خلال مشاهدتنا لمحتوى يبدو بريئًا مثل الرسوم الكاريكاتورية ومباريات المصارعة على التلفزيون؟ قد تكون الإجابة على هذا السؤال هي كليهما. هناك أدلة تدعم كل من المصدر الوراثي والتطوري للعدوان البشري، ودور التعلم من خلال المراقبة في استحواذه.

تعريف العدوان والعنف

يرتبط العدوان والعنف ببعضهما البعض، حيث إن الإجراءات العنيفة تُعتبر عدوانية، ولكن ليس كل الأعمال العدوانية عنيفة. يُعرف العدوان عادةً بأنه إما جسدي (مثل الدفع والركل) أو سلوكيات غير مادية (مثل السخرية ونشر الشائعات) تهدف إلى إيذاء شخص آخر. العنف هو شكل من أشكال العدوان الجسدي يهدف إلى إحداث ضرر جسدي أو إصابة أو حتى وفاة للشخص الآخر (Huesmann، 2007).

الجوانب الوراثية والبيئية للعدوان

يمكن أن يُعزى حوالي 50% من التباين في التعبير عن العدوان إلى العوامل الوراثية (Tuvblad and Baker، 2011). نحن نولد مع ميل عدواني في أنظمتنا العصبية، مما يشير إلى وجود غرض تطوري للعدوان. عادةً ما نكون عدوانيين من أجل الحصول على شيء ما أو موارد نحتاجها للبقاء. ومع ذلك، فإن حوالي 50% من التعبير عن العدوان يُعزى إلى بيئتنا، بما في ذلك تفاعلاتنا مع الآخرين، سواء كانوا موجودين جسديًا أو افتراضيًا.

تأثير وسائل الإعلام على العدوان

بشكل عام، يقضي الأمريكيون أكثر من ست ساعات ونصف يوميًا أمام الشاشات (التلفزيون، الهاتف، الكمبيوتر). خلال هذا الوقت، يتعرضون لمستويات مرتفعة من العنف. وفقًا لدراسة العنف التلفزيوني الوطنية (2003)، تحتوي حوالي ثلثي البرامج التلفزيونية على بعض أشكال العنف، بمعدل ستة أعمال عنيفة في الساعة.

دراسة باندورا حول العدوان

منذ ظهور التلفزيون في الخمسينيات، كان الآباء والباحثون قلقين بشأن آثار عرض العنف على الأطفال والبالغين. في أوائل الستينيات، بدأ ألبرت باندورا دراسة تأثير مراقبة العدوان والعنف على الأطفال. تم تقسيم الأطفال إلى ثلاث مجموعات، حيث شاهدت إحدى المجموعات نماذج للبالغين يتصرفون بطريقة عدوانية، بينما كانت المجموعة الثانية تشاهد نماذج تتصرف بهدوء. بعد أسبوع، تم منح الأطفال فرصة للتفاعل مع دمية بوبو، حيث أظهر الأطفال الذين شاهدوا السلوك العدواني نمطًا مشابهًا من العدوان.

نظرية التعلم الاجتماعي

استمر باندورا في تطوير ما يُعرف بنظرية التعلم الاجتماعي، التي تقترح أن البشر يتعلمون ليس فقط من خلال التعزيز، ولكن أيضًا من خلال المراقبة والتقليد (Bandura، 1971).

التعلم العدواني في الحيوانات

تظهر الأبحاث أن أنواعًا أخرى من الحيوانات، مثل الفئران، تتعلم العدوان من خلال الملاحظة. أظهرت دراسة حديثة أن الفئران الشهداء تظهر سلوكًا عدوانيًا أكبر بعد مشاهدة فئران مألوفة تتصرف بعدوانية.

السلوكيات الإيجابية والسلبية

تتنبأ نظرية التعلم الاجتماعي بأننا نتعلم السلوكيات الإيجابية والسلبية من خلال الملاحظة. في عام 1964، أظهرت أبحاث باندورا وKupers أن السلوكيات الإيجابية مثل الانضباط الذاتي يمكن تعلمها أيضًا من خلال المراقبة. لذا، يمكننا مواجهة بعض الدروس السلبية التي نتعرض لها من خلال توضيح السلوكيات الإيجابية لأطفالنا من خلال أفعالنا.

خاتمة

في الختام، إن فهم العدوان والتعلم منه يتطلب منا النظر إلى كل من العوامل الوراثية والبيئية. من خلال مراقبة سلوكيات الآخرين، سواء كانت إيجابية أو سلبية، يمكننا التأثير على كيفية تصرفنا وتصرف أطفالنا في المستقبل.

إن فهم العدوان والتعلم منه يتطلب منا النظر إلى كل من العوامل الوراثية والبيئية.

السابق
9 خطوات للعيش حياة أكتوبر | نصائح ملهمة
التالي
أفضل المشروبات لصحة الدماغ: القهوة والشاي

اترك تعليقاً