نمط حياة

علاج السرطان المتقدم: اكتشاف مركبات تمنع نمو الورم

يوقف علاج السرطان المتقدم نمو الورم دون الإضرار بالخلايا السليمة

في خطوة ثورية نحو علاج السرطان، اكتشف العلماء مركبات كيميائية جديدة يمكنها أن تمنع نمو الأورام دون الإضرار بالخلايا السليمة. هذا الاكتشاف قد يفتح آفاق جديدة في معالجة أنواع متعددة من السرطان.

اكتشاف علاج جديد للسرطان المتقدم

اكتشف العلماء في معهد فرانسيس كريك وشركة Vividion Therapeutics مركبات كيميائية يمكنها أن تمنع بدقة الجين المسبب للسرطان RAS من الاتصال بالمسار الرئيسي المسؤول عن نمو الورم.

التجارب السريرية الأولى

وينتقل العلاج المحتمل الآن إلى أول تجربة سريرية على الإنسان. وإذا ثبت أنه آمن وفعال، فقد يصبح وسيلة لعلاج مجموعة واسعة من أنواع السرطان مع تقليل الضرر الذي يلحق بالخلايا السليمة.

دور جين RAS في السرطان

يلعب جين RAS دورًا مركزيًا في التحكم في كيفية نمو الخلايا وانقسامها، لكن الطفرات في هذا الجين تحدث في حالة واحدة تقريبًا من كل خمسة أنواع من السرطان. عندما يتحور، يصبح RAS نشطًا بشكل دائم، ويرسل باستمرار إشارات تدفع الخلايا لمواصلة النمو والتكاثر.

التحديات السابقة

داخل الخلية، يجلس RAS على الغشاء ويعمل كإشارة البداية في سلسلة من عمليات النمو. لقد ثبت أن إيقاف RAS أو الإنزيمات التي يتحكم فيها بشكل كامل أمر صعب، لأن هذه المسارات نفسها ضرورية لوظيفة الخلية الطبيعية. يساعد أحد الإنزيمات المرتبطة بـ RAS، والذي يسمى PI3K، أيضًا على تنظيم نسبة السكر في الدم من خلال الأنسولين. يمكن أن يؤدي حجب PI3K تمامًا إلى آثار جانبية مثل ارتفاع السكر في الدم.

نتائج الدراسة

في دراستهم، التي نشرت في 9 أكتوبر في علوم، قام الفريق بدمج الفحص الكيميائي مع الاختبارات البيولوجية لتحديد المركبات التي تمنع RAS وPI3K من التفاعل، مع ترك نشاط الخلية الطبيعي سليمًا.

حدد الباحثون في Vividion Therapeutics مجموعة من الجزيئات الصغيرة التي تلتصق بشكل دائم بسطح PI3K بالقرب من المكان الذي يرتبط فيه RAS عادةً. وباستخدام اختبار أنشأه باحثو كريك، أكدوا أن هذه المركبات نجحت في منع تفاعل RAS-PI3K، لكنها سمحت لـ PI3K بأداء أدواره الأخرى، بما في ذلك تلك المتعلقة بإشارات الأنسولين.

تجارب على الفئران

ثم قام فريق كريك ومعاونوهم في Vividion باختبار أحد المركبات في الفئران المصابة بأورام الرئة المتحورة بواسطة RAS. أوقف العلاج نمو الورم، ولم يجد الباحثون أي علامات على ارتفاع مستويات السكر في الدم.

بعد ذلك، حاولوا دمج المركب الجديد مع دواء أو اثنين من الأدوية الإضافية التي تستهدف الإنزيمات الموجودة في نفس المسار. وقد أنتجت العلاجات معًا قمعًا أقوى للورم وأطول أمدًا من أي دواء يستخدم بمفرده.

تطبيقات أوسع

اختبر العلماء أيضًا المركب على الفئران المصابة بأورام تحمل طفرات في جين آخر مرتبط بالسرطان، وهو HER2، والذي غالبًا ما يكون مفرط النشاط في سرطان الثدي ويرتبط أيضًا بـ PI3K. توقف نمو الورم مرة أخرى، على الرغم من أن التأثير لم يعتمد على RAS. تشير هذه النتيجة إلى أن المركب الجديد يمكن أن يساعد في وقف نمو مجموعة واسعة من السرطانات.

التجارب السريرية على البشر

وقد دخل الدواء الآن في أول تجربة سريرية على البشر لاختبار السلامة والآثار الجانبية لدى الأشخاص الذين يعانون من طفرات RAS وHER2. ستقوم التجربة أيضًا بتقييم ما إذا كان العلاج المحتمل أكثر فعالية مع أدوية أخرى تستهدف RAS.

تصريحات الباحثين

وقال جوليان داونورد، رئيس المجموعة الرئيسية لمختبر علم الأحياء الجيني الورمي في كريك: “بالنظر إلى أن جين RAS يتحور عبر مجموعة واسعة من السرطانات، فقد كنا نستكشف كيفية إيقاف تفاعله مع مسارات نمو الخلايا لسنوات عديدة، لكن الآثار الجانبية أعاقت تطوير العلاجات.

“لقد تغلبت جهودنا التعاونية على هذا التحدي من خلال استهداف تفاعل PI3K وRAS على وجه التحديد، مما ترك PI3K حرًا للارتباط بأهدافه الأخرى. من المثير أن نرى هذه التجارب السريرية تبدأ، مما يسلط الضوء على قوة فهم الكيمياء والبيولوجيا الأساسية للوصول إلى شيء له القدرة على مساعدة الأشخاص المصابين بالسرطان.”

قال مات باتريسيلي، دكتوراه، الرئيس العلمي لشركة Vividion: “يعد هذا الاكتشاف مثالًا رائعًا على كيف يمكن لأساليب الاكتشاف الجديدة أن تفتح طرقًا جديدة تمامًا لمعالجة السرطان”. “من خلال تصميم الجزيئات التي تمنع RAS وPI3K من الاتصال، مع السماح باستمرار عمليات الخلايا السليمة، وجدنا طريقة لمنع إشارة نمو السرطان الرئيسية بشكل انتقائي. إنه لأمر مجزٍ للغاية أن نرى هذا العلم يتقدم الآن في العيادة، حيث لديه القدرة على إحداث فرق حقيقي للمرضى.”

المصدر :- Health & Medicine News — ScienceDaily

مع بدء التجارب السريرية، يأمل العلماء في أن تسهم هذه المركبات في تحسين نتائج العلاج للمرضى، مما يجعلها خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر إشراقًا في مكافحة السرطان.

السابق
المشروبات الغازية “الدايت” وتأثيرها الضار على الكبد
التالي
قطع الدهون وتأثيره على سرطان الثدي: دراسة جديدة

اترك تعليقاً