في هذا المقال، نستكشف الأسباب التي تجعل الأمهات يستيقظن أكثر من الآباء عند بكاء الأطفال، ونحلل الأبحاث الحديثة حول هذا الموضوع.
هل الرجال لا يسمعون بكاء الأطفال؟
إنه سيناريو شائع جدًا، حيث يظل الطفل مستيقظًا طوال الليل وهو يبكي، والأم المنهكة تجلس وتنهض من السرير لرعاية الرضيع. ينام الأب بهدوء بجانبها، ويبدو أنه غافل عن بكاء الطفل. في الصباح، صدم الأب عندما سمع أنها كانت “ليلة سيئة” وأصر على أنه لم يسمع حتى بكاء الطفل.
لذا، هل يمكن للأبحاث أن تساعدنا في حل هذا الجدل القديم: هل الرجال أقل عرضة لسماع بكاء الأطفال أثناء الليل؟ هل هذا مجرد اختلاف بيولوجي في حساسية السمع، أم أن هناك شيئًا آخر يحدث هنا؟
دراسة حديثة تناولت أخيراً هذا النقاش. وهنا ما وجدوه:
الرجال أقل احتمالية قليلًا من النساء للاستيقاظ على أصوات البكاء الهادئة، لكنهم على الأرجح مثل النساء للاستيقاظ على أصوات البكاء الأعلى. وجد الباحثون اختلافًا طفيفًا جدًا عند أدنى مستوى للديسيبل (33 إلى 44 ديسيبل، وهو أعلى قليلاً من الهمس)، حيث تكون النساء أكثر عرضة بنسبة 14% من الرجال للاستيقاظ على أصوات البكاء والإنذارات عند هذا المستوى. ومع ذلك، عند مستويات الديسيبل الأعلى (والتي من المحتمل أن تكون مستوى الديسيبل الفعلي لبكاء الرضيع على جهاز مراقبة الأطفال أو في نفس الغرفة)، لم تكن هناك اختلافات في الاستيقاظ بين الرجال والنساء.
تستيقظ الأمهات مع أطفالهن الرضع ثلاث مرات أكثر من الآباء. وجدت هذه الدراسة أن الأمهات يستيقظن بشكل متكرر أكثر من الآباء في معظم الأسر. أفاد حوالي 23 بالمائة فقط من العائلات أن الأمهات والآباء يستيقظون عددًا متساويًا من المرات أثناء الليل. وأفاد 1% فقط من العائلات أن الأب يستيقظ أكثر من الأم. تدعم هذه النتيجة الأبحاث السابقة، التي وجدت باستمرار أن النساء يستيقظن مع أطفالهن الرضع أكثر من الرجال، حتى عند التحكم في الرضاعة الطبيعية وما إذا كان كلا الوالدين يعملان خارج المنزل.
لماذا قد يكون هذا؟
لذا، إذا لم يكن الأمر كذلك أن الآباء لا يسمعون البكاء، فلماذا تستيقظ النساء مع أطفالهن أكثر من الرجال؟ من الواضح أن الرضاعة الطبيعية عامل كبير، لكن الأبحاث وجدت أيضًا أن الرضاعة الطبيعية لا تفسر هذه الاختلافات بشكل كامل. من المحتمل أن تلعب الاختلافات في إجازة الأبوة والتوقعات المجتمعية دورًا أيضًا. ومن المثير للاهتمام أن هذه الدراسة أجريت في الدنمارك، التي لديها سياسات سخية ومحايدة جنسانيًا بشأن الإجازة الوالدية (24 أسبوعًا لكل والد) وآراء أكثر مساواة حول أدوار الجنسين. ومن المرجح أن تكون الاختلافات في تقديم الرعاية الليلية بين الرجال والنساء في دول مثل الولايات المتحدة أكثر وضوحا.
ملاحظة هامة
درست هذه الدراسة فقط الاختلافات في السمع بين الرجال والنساء الذين لم يصبحوا آباء بعد للنظر في ما إذا كان هناك اختلاف بيولوجي أساسي في السمع بشكل مستقل عن التوقعات المجتمعية، وأدوار الجنسين، والتكيف للاستجابة لبكاء الرضع. ومع ذلك، فإن التغيرات الهرمونية أثناء الحمل وبعد الولادة قد تغير أدمغة الأمهات لجعلهن أكثر انسجاما مع بكاء الرضع. على سبيل المثال، وجدت الأبحاث أيضًا أن الهرمونات التي يتم إطلاقها أثناء الرضاعة الطبيعية تجعل الأمهات أكثر حساسية لبكاء الرضيع. قد تصبح الأمهات أيضًا أكثر انسجامًا مع بكاء الرضيع بسبب الاستجابة المعتادة للبكاء في كثير من الأحيان. وبعبارة أخرى، لا يعني عدم وجود اختلاف بيولوجي في حساسية السمع بين الرجال والنساء أن الأمهات لسن أكثر انسجاما مع بكاء الأطفال.
اقرأ أيضًا...
بالإضافة إلى ذلك، فإن مجرد القدرة على سماع البكاء يختلف عن الاستيقاظ واليقظة بدرجة كافية لرعاية الرضيع. وجدت الأبحاث أنه عندما تسمع النساء البكاء، فمن المرجح أن ينتقل دماغهن من حالة الراحة إلى حالة أكثر انتباهاً، بينما تميل أدمغة الرجال إلى البقاء في حالة الراحة. وربما يسمع الرجال البكاء ولكنهم لا يبادرون إلى العمل كما تفعل النساء.
هل يجب على الآباء القيام بالمزيد من النوبة الليلية؟
توضح لنا هذه الدراسة أن الأمهات ما زلن يقمن بالجزء الأكبر من عمليات الاستيقاظ أثناء الليل مع أطفالهن الرضع، حتى في المجتمعات الأكثر مساواة. ومع ذلك، وجدت مجموعة كبيرة من الأبحاث أن قيام الآباء بدور أكبر في تقديم الرعاية الليلية قد يكون له فوائد كبيرة لجميع أفراد الأسرة. أولاً، وربما الأهم، كلما زاد عدد الرعاية الليلية التي يقدمها الآباء، قل استيقاظ الأطفال في الليل، وأظهروا نوعية نوم أفضل. ليس من المستغرب أن يرتبط مشاركة الآباء بشكل أكبر بنتائج أفضل للأمهات، بما في ذلك تقليل الأرق، وزيادة السعادة في علاقتهم، وزيادة الثقة بشأن نوم أطفالهم. وأخيرًا، في الأسر التي تتمتع بتقاسم متساوٍ في تقديم الرعاية الليلية، يُظهر الآباء روابط أقوى مع أطفالهم الرضع.
الترجمة الشاملة
ويبدو أن الأمهات ما زلن يقمن بمعظم عمليات الاستيقاظ أثناء الليل مع أطفالهن الرضع، ولا يبدو أن هذا الاختلاف يمكن تفسيره بالاختلافات البيولوجية الأساسية في حساسية السمع بين الرجال والنساء. كما لا يبدو أنه يمكن تفسيره بشكل كامل من خلال الرضاعة الطبيعية أو الوضع الوظيفي للأمهات. ومع ذلك، على الرغم من هذا الاختلاف الدائم بين الجنسين، وجدت الأبحاث أيضًا أن الرضع وأسرهم سيستفيدون من قيام الآباء بمزيد من الرعاية الليلية – سواء كانوا أول من يسمع البكاء أم لا.
المصدر :- Psychology Today: The Latest
تظهر الأبحاث أن مشاركة الآباء في الرعاية الليلية يمكن أن تعود بالنفع على جميع أفراد الأسرة، مما يعزز الروابط الأسرية ويحسن نوعية النوم.